حكايات الجُورَة

شقفة إنسان خُردَة

بيمُر بكب الخردة من حارة صالح وبينادي: “اللي عنده خردة للبيع…”. بينزِل صالح بسرعة للشارع، بياخذ وبيعطي مع صاحب البكب، بيتّفقوا، وبيقذِف صالح حالُه جُوّا البكب!

صاحب البكب بيعطي عيلة صالح 69 دينار. بيفاصلوه وبيفاوضوه، بيرفض وبيقلّهم: والله كثير على شقفة إنسان قديم وخربان وعديم الجدوى وبده كثير تصليح! والله ماخذُه على خرابه ومش عارف شو بدي أعمل فيه؟! يعني أعيد تدويره وأحوله للإنسان الأعلى تبع نيتشه؟! والله ماخذه لوجه الله!.. ألف مبروك.

حجم نِضالُه أكبَر

ديب (بعد ما أخذ آخر مجّة من سيجارة وينستون أبيض): شوف هو مشكلتي مع الرفيق إنه بيتلوَّن زي الحرباية وبينَطنِط بين اليمين واليسار والوسط و…

* ثروت (بيخبُط علبة بترا حمرا بالطاولة -بتَرطِشهُم الاثنين- تعبيرًا عن غضبه من النقد غير البنّاء المُوجّه للرفيق): كيف بتحكي هيك إنتَ؟! كيف بتسمَح لنفسك تزاوِد على الرفيق؟! بكفّي مُهاترات ما بتخدم غير الأعداء المتربّصين بالأمّة ومشروعها النهضوي.. ولَك إنتَ عندك رُبع نضاله.. ها؟ كم حجم نضالك أصلًا؟ جاوِب؟!

– ديب: لا، حجم نضال الرفيق أكبَر.. صح!

ومنذ ذلك اليوم، صار القضيب يُدعى “نضال” وأصبح يُقال: نضاله صغير، نضاله كبير، ورجيني نضالك، ابعثلي صورة نضالك، حُطّ نضالك، دخّل نضالك، نضالك واقف، بدي أقطع نضالك وأطعميه للكلاب!

كنادِر

أثناء حُلم قيلولة عصر يومٍ جمعة عادي في وضع عام غير عادي، رأيتُني رازحًا تحت وطأة حذاءٍ ضخمٍ بحجم الكون. لم أُقاومه، بل كنتُ مُنتشيًا بجسده الثقيل وهو يجثمُ عليّ ويَسحقُ كل أضلاعي! ثم اكشتفتُ أنَّ بِصُحبَتي آخرينَ كانوا يقولون للحذاء: أكثَر، أسرَع.. لا تتوقّف.

شيءٌ واحدٌ أفسدَ علينا متعتنا وحاول نزع غطاء الأمان عنّا؛ حفنة أشخاصٍ كانوا يُقاومون الحذاء، ويُحاولون رفعَهُ عنّا وعنهم، وكنّا نردُّ عليهم بحزم: بس يا كنادر!

لازم نطلَع من المصفوفة

اثنين جُوّا مواقف مجمّع الفحيص التجاري:

–  إحنا جد لازم نطلَع ونطلّع الناس من المصفوفة…

* طب تحطّش حالك بمواقف بايخة وروح طلّع المصفوفة اللي هناك؛ مسكّرة على الناس!

اطمئن.. إنتَ مفصول

بهجت مبسوط بالمكان اللي هو فيه، وأي إشي بسمعه وبشوفه عنه.. بيحكي: “هذا كلام مغرضين وحاقدين، وما بيمثّل الواقع وإشاعات وبروباچندا، وكل الأوضاع تمام وإحنا أحسن ناس”، مع إنّه الروائح والطرطشة اللي طالعة من المكان وجاية من سكّانه.. بتثبت العكس وبتأكّد النقيض.

بهجت سمع إشاعة إنه رح ينفصل من الشغل.. فخاف، ارتبك، انتابُه القلق، والأهم استغرَب؛ لأنّه بيحب شغله وبيحقّق ذاته فيه، وبينجِز بكفاءة بتنافسُه فيها البهائم ودائمًا بدحرجة عجلة الإنتاجية مُساهم، والأهم: مبسوط براتب متواضِع بيقنع حاله إنّه بيأمّنله كل إشي وزيادة.

مديرُه ناداه وقلّه: “اطمئن وابتهِج يا بهجت، إنتَ مش مفصول من الشغل، بس مفصول عن الواقع!”. بهجت سمع هالكلام وفورًا انبسط وارتاح ورجع كمّل حياته بمكانُه بشكل طبيعي وهو عامل حاله مش شامِم روائح المكان.. وكل شوي بيمسَح بِكُم قميصة سائل لونه بنّي بتضلّ طرطشتُه توصَل لوجهُه!

مبادرات شبابية

بدي أعرّفكم على صديقي “شادي سُكّر”، أو”شوقر شادي” زي ما بيحب نسمّيه! شادي شب مكافح، لكن كفاحه ما منعه يكون مُبادِر. صديقي شادي، اللي شهادتي بمبادراته الريادية مجروحة، صاحب جملة من المبادرات اللي حطّمت ونسفَت الصور النمطيّة السائدة عن شبابنا المميّز الذي يقوم على نهضة أمّتنا وانتصاب قامتها بين الأمم، مثل: كل الشباب نايطين وبدهم كل شي ينجابلهُم، ما في روح مبادرة عند الشباب، نفسي شبّ يبادر.. إلخ. وفي محاولة منّه لتغيير عقلية الشاب “الشرقي”، “الذكوري”، “البطريركي” والتخلص من “الذكورة السامة” و”الهيمنة الذكورية”، قرّر شادي تكون مبادراته مخصّصة للمرأة ومتمحورة حولها وبتسعى لمزيد من التمكين لإلها وحدها. واللي التقى بشادي وقعد معه كويّس، بيعرف قدّيش هو نسوي حقيقي!

من أهمّ مبادرات صديقي شادي سُكّر:

-مبادرة Hi

-مبادرة مرحبا

-مبادرة (س) كيفك؟

-مبادرة أحكيلك سرّ؟

-مبادرة بتعرفي متى عملت سكس أول مرة؟

-مبادرة احكيلي شو تفضيلاتك الجنسية؟

-مبادرة احكيلي شو الكينكس تبعتك؟

-مبادرة تعالي نعمل سكس؟

-مبادرة أبعثلك صورة …؟

– مبادرة ببعث صورة/صور بدون ما حدا يطلب!

والمزيد، المزيد.. من المبادرات الشبابية اللي بتمنّى إنها تكبَر ونطاقها يصير أعرض وتوصل لأعماق المجتمع والمضطهدين من أعضاؤه -اللي بيحب شادي مناصرتهم- أكثر.